مزايا البقاء في المنزل كثيرة، إذا كانت منظّمة ضمن جدول أعمال ونشاطات ترفيهية وفكرية وعملية، تساعد على الاختلاط الجيد والتواصل الحسن مع العالم الخارجي بالطريقة المستجدة عن بعد.
العام الماضي كان استثنائياً على العالم يتبعه هذا العام على الوتيرة نفسها، بحيث تشكّلت لدى أغلب الناس صورة شبه مكتملة عن طريقة العيش وتيسير نمط حياتهم بما يتلاءم مع التغيرات والظروف الطارئة. هذا الإدراك والوعي لمشهدية التغيرات الآنية والظرفية هو عملٌ شاق بالنسبة للكبار لكن الأطفال والمراهقين على اختلاف أعمارهم غير قادرين على استيعاب هذا الكمّ من التغيرات التي فرضتها الجائحة، منها الخروج إلى اللعب، الابتعاد عن التواصل المباشر مع الأقران، الذهاب إلى المدرسة وغيرها من النشاطات اليوميّة التي اعتاد معظم الأطفال القيام بها.
ملازمة المنزل فرضت على الأطفال والمراهقين متابعة دراستهم عبر الإنترنت، ما حجب عنهم الاختلاط الدائم في جميع أنواع النشاطات، الأمر الذي يزيد خطر تعرُّضهم للأذى عبر الإنترنت في جائحة كوفيد-19 العالمية بحسب “اليونسيف”، وأشارت إلى العديد من المخاوف والقلق في هذا الإطار، لذلك يتحتّم على الحكومات والمؤسسات الاجتماعيّة ووسائل التواصل الاجتماعي العمل على تقليص هذا الخطر من خلال خطط تربوية، اجتماعية رقابية لتقديم إنتاجات تنموية تساعد المراهق على التفاعل والديناميكيّة، وتنمية قدراته الابتكارية واللغوية بعيداً عن المحتوى الهزيل الذي قد يدمّر الصحة النفسية للطفل.